قديما قالوا" تكلم العاهرة تلهيك وتبليك وتجيب اللى فيها فيك" هذا المثل ينطبق تماما على سلطات الانقلاب بعد الفضيحة المدوية والمقاطعة غير المسبوقة من المصريين فى الخارج لانتخابات الدم.
عبثا تحاول وسائل الإعلام التابعة للانقلاب ستر الفضيحة ولكنها باتت أكبر من كل عمليات الستر والترقيع، فالمؤكد بعد انتهاء الأيام الخمسة للتصويت ووفقا لما أعلنته خارجية الانقلاب نفسها فإن عدد الذين صوتوا فى المهزلة بلغ 315 ألفا من المصريين بالخارج والذين قدرت الخارجية أعدادهم ب 8 ملايين مصرى لهم جميعا حق التصويت.
وهذا يعنى ببساطة أن (7.685.000) من المصريين بالخارج لبوا دعوة التحالف الوطنى لدعم الشرعية وقاطعوا انتخابات الدم والمسرحية الهزلية التى بدأها السيسى بانقلابه الدموى على الرئيس المتنخب فى 3 يوليو الماضى.
نعم هذه هى الأرقام تكشف الفضيحة (315.000) شاركوا فى المهزلة و (7.685.000) قاطعوا المهزلة فهل هناك مقارنة ؟!
تعرف على المهزلة
كانت اللجنة العليا للانتخابات فى الانتخابات والاستفتاءات السابقة تتيح للمصريين قبلها تسجيل أسماء الراغبين فى المشاركة لإعداد الكشوف.. وفى انتخابات 2012 سجل 586 ألف مصرى أسماءهم شارك منهم 311 ألفا بنسبة (53%) ممن لهم حق التصويت وفى الاستفتاء على دستور ثورة يناير فى ديسمبر 2012 شارك 247 ألفا بنسبة 42.5% ممن لهم حق التصويت . وفى الاستفتاء على دستور الدم بعد انقلاب 3 يوليو المشئوم شارك حوالي 84.500 ناخب من اجمالى 680.775 ألف ناخب بنسبة حوالي 12.4% فقط.
إزاء هذه الفضيحة التى جرت فى الاستفتاء على دستور الدم والذى لم تزد نسبة المشاركة فيه عن (12.4%) أدركت اللجنة العليا وسلطات الانقلاب أن عزوف الناخبين عن المشاركة فى الانتخابات سيكون فضحية مدوية فى مسرحية الرئاسة فألغت التسجيل المسبق وأتاحت لكل المصريين فى الخارج حق التصويت إما بجواز السفر أو ببطاقة الرقم القومى وهو ما يعنى أن من لهم حق التصويت ليس 680 ألفا كما فى الاستفتاء على دستور الدم ولا 586 ألفا كما فى انتخابات الرئاسة 2012 ودستور 2012 ولكن من لهم حق التصويت هم كل المصريين فى الخارج وعددهم وفق تصريحات خارجية الانقلاب نفسها 8 ملايين مصرى.
لماذا فعلوا ذلك؟
المتابع لهذه الإجراءات التى اتخذتها سلطات الانقلاب وأمرت اللجنة العليا للانتخابات بتنفيذها يعزو السببى فى ذلك إلى خوف جنرالات الانقلاب من الفضيحة بين دول وحكومات العالم ففتحت باب التصويت على مصراعيه حتى تضمن مشاركة شعبية واسعة كانت تتمنى أن تصل إلى مليون أو أكثر حتى تباهى بذلك أمام دول العالم وهذا ما أكدت عليه تصريحات المستشار عبد العزيز سالمان، الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية ورئيس لجنة تصويت المصريين بالخارجلجريدة "الشرق الأوسط" حيث قال: «نرغب في أن تصل نسبة التصويت لأكثر من مليوني صوت وليس بضعة آلاف، ذلك أن أعلى نسبة مشاركة تصويتية للمصريين في الخارج كانت في الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة عام 2012، ووصلت وقتها لأكثر من 311 ألف صوت».
من الحرية والعدالة