مفاجأة : الأمن هو من دبر حادث المنصورة



بعد تحليل الموقف من جوانبه المختلفة تبين أن الإنفجار من تدبير قوات الإحتلال تصاعدت موجة الاتهامات العشوائية عقب حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية، وبدأ قيادات وإعلام الانقلاب يصدرون الأحكام النهائية قبل إجراء التحقيقات، وزعموا أن المتورط هم "الإسلاميون" فى وقت يتم فيه التغافل عمدا عن توقعات وتكهنات إعلاميين وسياسيين قبل أيام من الحادث والتى كادت ترسم سيناريو التفجير كما حدث دون أن يثير ذلك شكوك الانقلابيين بأن الحادث مدبر ومعد سلفا.

1 جاءت توقعات عمرو أديب يوم 22 ديسمبر الجارى مشيرة إلى تفجير كبير أو استهداف شخصية كبيرة قبل إجراء الاستفتاء على مسودة الدستور، وقبل 25 يناير المقبل، ولم تمض على توقعات أديب 24 ساعة إلا ووقعت تفجيرات المنصورة, لم يكن أديب وحده هو من استبق الأحداث

2 بل سبقه توفيق عكاشة -صاحب قناة الفراعين الموالية للعسكر- حيث توقع هو الآخر وقوع سلسلة من أعمال العنف والعمليات الإرهابية فى المرحلة المقبلة. وبناء على هذه التنبؤات -المكشوف عنها الحجاب- كانت الفراعين أول من صورت التفجيرات التى وقعت فى مديرية أمن المنصورة بشكل مباشر فى سبق لم يعهده المشاهدون منها من قبل، حيث لم يسبق لها بث مباشر من الشارع إلا فى حالات نادرة.

3 : مخطئ من يظن أن الحل الامنى سيسفر عن شئ ومخطئ من يظن أن الاوضاع سترجع كما كانت ولا بديل عن الحوار والتصالح وسيطرة السلطه الان على مقاليد الامور في القضاء يقابل بمزيد من الرفض كل يوم والاتجاه نحو محاكمة رجال محسوبين على القضاه سيؤدى حتما في النهايه الى كارثه فالغضب يشتعل ويتذايد في الوسط القضائى 

السفارة الأمريكية تحذر رعاياها!4  وفى الإطار نفسه ، وبتاريخ 16 ديسمبر الحالى، حذرت الخارجية الأمريكية رعاياها فى مصر من موجة عنف جديدة تزامنا مع موسم عطلات «عيد الميلاد» ورأس السنة الجديدة، مطالبة بالحذر واتخاذ تدابير الحماية الشخصية لتفادى أى مخاطر.وقالت السفارة الأمريكية، فى بيان على موقعها الإلكترونى: إن "هناك احتمالات لتبادل العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن واحتمالات عنف بما يشكل مصدر خطر على الأجانب من الأمريكان".واعتبر مراقبون أن صدور هذا البيان فى هذا التوقيت يعنى أن الأمريكان لديهم معلومات مؤكدة عن وقوع أحداث عنف فى الفترة القادمة.وسبق للخارجية الأمريكية أن أصدرت بيانات مسبقة بتحذير رعاياها ووقع بعدها بالفعل أحداث عنف.

5 وكما كانت الكاميرات مستعدة قبل التفجيرات ؛ فقد كانت بيانات رئيس وزراء الانقلاب، سريعة فى توجيه الاتهامات إلى رافضى الانقلاب قبل بدء التحقيقات، وهو ماقال عنه خبراء لـ"الحرية والعدالة" إنه يذكرنا بالأحداث المشابهة خلال فترة المجلس العسكرى، ويؤكد أن أصابع الاتهام تتجه للانقلابيين أنفسهم، وأن التهم سابقة التجهيز، وأن المشهد معد سلفا لأسباب عديدة منها التغطية على تجميد الجمعيات الأهلية والتغطية على التهم الملفقة لقيادات الإخوان والانتقادات الدولية.كما خرج هانى صلاح، المتحدث باسم المجلس الوزراء قائلا : إن الببلاوى سيبحث البدائل والسبل القانونية لإعلان «الإخوان» جماعة إرهابية بما يتناسب مع القانون . وهو التصريح الذى أثار بلبلة فخرج مستدركا : "إن ذلك إذا أثبتت التحقيقات تورط الإخوان".

الاستهبال السياسىمن جانبه، وصف محمد الدماطي- مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين السابق- لـ"الحرية والعدالة" بيان رئيس مجلس وزراء الانقلاب حازم الببلاوى، بأنه يدخل فى باب "الاستهبال السياسى"، متسائلا: هل يحتاج الببلاوى تفجيرًا لكى يظهر أو يدشن أو يبدأ فى اتهام الإخوان ، قائلا : لو كان الانقلابيون حرضوا على الواقعة أو بانتظار عمل لتدشين الإخوان كجماعة إرهابية ؟ !!واعتبر ذلك بمنزلة استهبال سياسى، لافتا إلى أن الببلاوى منذ فترة قال إنه ضد أن توضع جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وانتقده الإعلام الفاجر بشدة، فهل كان بانتظار هذه اللحظة ليثير البلبلة حول هذه القضية؟!، لافتًا إلى أن أصابع الاتهام تشير إلى الببلاوى والأجهزة الانقلابية قد تكون ضالعة فى هذا الأمر.

6  وتساءل الدماطى: كيف لهم بعد ساعات قليلة إعلان المتهم ؟ هذا أمر غير متصور أصلا، وكان المفترض بدء تحقيقات وانتظار وصول التحقيق لمن قام بهذا العمل الغاشم والجبان، والانتظار حتى تتكشف الأمور وليس إلقاء التهم جزافا.وحول تراجع مجلس الوزراء خطوة فى توضيح للبيان الأول بأن إعلان الجماعة إرهابية إذا ثبت تورطها فى التحقيقات، نبه "الدماطى" إلى أن التراجع بذاته يشير إلى حالة من البلبلة والتردد الشديد، ويكشف أن هناك دوافع خفية لمحاولة وضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، وهو ما يرتبط بالاستفتاء والانتخابات الرئاسية والنيابية والمحاكمات الجنائية لقيادات الإخوان، وهى أيضا للتغطية على القضايا الملفقة لهم خاصة قضية التخابر ووادى النطرون وكلها متشابكة.

7 وأوضح أن الانقلابيين يريدون ترسيخ صورة ذهنية سلبية عن الإخوان بالداخل والخارج؛ ظنا منهم أن الخارج قد يقتنع بأنهم إرهابيون فتعترف الدول بهم، ولكنهم مخطئون، وهذا لن يتحقق، ورسالة الانقلاب ستفشل فشلا ذريعا ولن يعترف بهم أحد، ولن يصنفهم العالم كذلك، وستظل العزلة الدولية للانقلاب قائمة، لأن معايير الأمم المتحدة والمجلس القومى العالمى لحقوق الإنسان تختلف عن معايير جهاز مصر الانقلابى ووضعه لها على قوائم الإرهاب.وأشار الدماطى إلى أن الاتهامات الملفقة الموجهة ضد الإخوان من سلطة الانقلاب ليست حديثة، وتضع الانقلابيين فى خانة الغباء السياسى؛ لأنه كلما اشتد قهر الدولة اشتدت المقاومة، والكل يعلم تاريخ الجماعة وسلميتها، معتبرًا أن هذه الوقائع التى حدثت مقدمة لمسائل خطيرة ينتظرها الشعب المصرى .

السلمية تفشل محاولات الانقلابيينمن جانبها، أوضحت شيماء بهاء الدين -الباحثة بمركز الحضارة للدراسات السياسية- أن حادث تفجير الدقهلية يثير العديد علامات الاستفهام، فقد سبق الحادث بأيام تحذيرات من عمليات إرهابية وتفجيرات من قبل إعلاميين وسياسيين، وهو ما يعيد إلى الذهن سيناريوهات مشابهة تكررت وقت حكم المجلس العسكرى، حيث تنبؤات إعلاميين بحريق المجمع العلمى على سبيل المثال، وذلك فى غمار أحداث مجلس الوزراء.وقالت بهاء الدين لـ"الحرية والعدالة" اتضح فيما بعد من خلال تقرير تقصى الحقائق عن أحداث مجلس الوزراء والذى صدر وحول إلى النيابة فى عهد الرئيس مرسى بعض الأمور التى لم تكن مفهومة كما تحددت مسئوليات كانت مجهولة.وتابعت: هناك تضارب حول عدد من المعلومات المهمة، مثل القول فى وسائل الإعلام الرسمية بأن الحادث ناتج عن سيارة مفخخة بجوار المبنى، بينما قال البعض الآخر إن الحادث ناتج عن قنبلة زرعت داخل المبنى. فلماذا ذلك؟ وما الهدف من ترويج رواية معينة قبل التحقق؟ مع العلم أن الكاميرات كانت جاهزة للتصوير وقت الحادث الذى وقع فى وقت متأخر.وأشارت إلى أن هناك ملاحظات مهمة حول كيفية توظيف سلطات الانقلاب للحادث. فبدلا من تحمل مسئوليتها فى عدم التأمين، نجد من المسئولين من ينفى أى مسئولية ويقول ليس بإمكاننا التأمين من مثل هذه الحوادث، وتركز هذه السلطات كل اهتمامها فى توزيع الاتهامات، دون تحقيق أو جمع أدلة حول مرتكب الحادث، مما يكشف تناقضاتهم حين يهللون للقضاء ويطالبون بعدم الحديث عما يتداوله، بينما هم يصدرون أحكاما استباقية!!وأضافت شيماء: لقد سبق ثبوت زيف اتهاماتهم فى كل مرة كما فى حادث التفجير الذى استهدف وزير الداخلية، فضلا عما أثير بشأن المعتدين على الكنائس التى شهد قساوسة بأن من هاجموها هم بلطجية وأن الشرطة رفضت التأمين.

8 وأكدت أن سلطات الانقلاب تحاول أن تبرر للرأى العام ما اقترفته من مصادرة أموال الجمعيات الخيرية تحت دعاوى كاذبة، لافتة إلى أن الانقلابيين كعادتهم يصنعون مشاهد الخوف والفزع ليحققوا ما يريدون.وطالبت شيماء الانقلابيين بالإتيان بدليل على ما يقولون سواء من الحاضر أو التاريخ، مشيرة إلى أن السلمية هى خيار مقاومى الانقلاب وهى سر قوتهم الذى لن يفرطوا فيه، وقد أصدر الإخوان والجماعة الإسلامية على سبيل المثال بيانات إدانة للحادث، وهكذا كان الأمر مع حوادث سابقة.وقالت: لكن لا يجب أن نغفل رغبة الانقلابيين فى تسكين أنفسهم، وتحديدا تسكين جرائمهم فى "الحرب على الإرهاب" بغية الحصول على دعم الغرب، خاصة مع الأنباء المتزايدة خلال الفترة الماضية عن تحريك دعاوى ضد القائمين على سلطات الانقلاب فى المحافل القانونية العالمية، إضافة إلى رفض العديد من الأطراف الدولية للاتهامات غير المعقولة الموجهة لرافضى الانقلاب، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسى.إذا أردت معرفة الجانى : إبحث عن المستفيد من الموقف .


 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More